الضابط في طعن الأقران

الضابط في طعن الأقران
بتاريخ 24/10/05 11:11 PM

السؤالما هو الضابط في طعن الرواة بعضهم في بعض؟

الجوابهذا كَثُر السؤال عنه، الضابط أن يُنظر هل هذا الطاعن يحتمل
أن يكون طعنه في معاصره بوازع عداوة شخصية أو لا؟
وإذا كان الاحتمال الأول: لم يُقبل.
وإذا كان الاحتمال الآخر: قُبل.
وكل من الاحتمالين ينبغي أن يُدرس دراسة خاصة.
أي لا بد من تجريح أحد الاحتمالين على الآخر بوجود دليل مُرجِّح.
مثلاً: عالمين متعصبين بلديين( )، احتمال أن يكون بينهما شيء من التنافس أكثر مما لو كان المتعاصرين في بلدين بعيدين أحدهما عن الآخر.
هذا مما يلفت النظر أن المسألة تحتاج إلى اجتهاد.
كذلك إذا جاء إمام بعد ذلك التعاصر، وأيضاً طعن فيمن طعن فيه قرينه ومعاصره، فذلك مما يُرجح أن الطعن ليس بسبب المعاصرة، بل السبب أن المطعون فيه يستحق الطعن.
ثم يتأكد الأمر فيما إذا تتابع علماء الحديث على تأييد ذلك الطعن على مر العصور.
فهناك نتأكد أن رد هذه المطاعن المتوجهة للشخص الواحد، إنما سببه المعاصرة، لأن هذه المعاصرة لم تتحقق للذين جاءوا من بعد المتعاصريْن.
وهذا مثاله واضح جداً في اتفاق جماهير علماء الحديث على طبيعة الإمام أبي حنيفة رحمه الله، سواء منهم من كان معاصراً له أو كان ممن جاء بعده.
فاتفاقهم على تضعيف أبي حنيفة يُبعد إعلال الطعن فيه بالمعاصرة، لأنه لم يستقل الطعن فيه بالتضعيف المعاصر له كسفيان الثوري وغيره.
خلاصة الكلام، لابد من النظر في هذه القاعدة بالعين الفاحصة، وترجيح ما يقتضيه الدليل.

[url=http://www.sahab.com/go/fatawa.php?type=ALL&query=الشيخ محمد ناصر الدين الألباني]المفتي : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني [/url]